][][§¤°^°¤§][][قصة الفيل
----------------------
قرر علي أن يذهب وحيداً إلى الغابة لكي يصطاد أكبر فيل موجود فيها ، وبالفعل أخذ طعامه وحربته وانطلق وحيداً ، وانتابته وهو في طريقه إلى الغابة أفكار متضاربة جعلت الخوف يدب في قلبه على الرغم من شجاعته النادرة .
تخيل علي كيف سيصطاد الفيل ، وكيف سيعود إلى قريته الصغيرة متباهياً بانتصاره وفوزه ، وقد وضع في ذهنه عدة خطط لاصطياد الفيل الكبير ، ولكن لم يستقر بعد على إحدى هذه الخطط .
فجأة تلبدت السماء بالغيوم السود ، وبدأت تمطر بغزارة ، قال علي في نفسه :
ـ أوه إن هذا سوف يفسد كل خططي لاصطياد الفيل الذي يقال إنه هرب من السيرك الكبير ، ولجأ إلى الغابة البعيدة .
وقال مواسياً نفسه :
ـ لا أظنه سيكون من النوع الخطير ، إنه فيل مدجن إلى حد (ما) .. وفي هذه الأثناء أرعدت السماء ، وأصابت صاعقة شجرة عالية ، وهاهي توشك أن تقع على الأرض .
أسرع علي عندما شعر بسقوط الشجرة ليتفادى وقوعها عليه ، ولكن حركته جاءت متأخرة ، فانحشرت ساقاه تحت الشجرة الساقطة ، وعبثاً حاول أن يخلص نفسه .. وأخذ ينادي بأعلى صوته طلباً للنجدة .
لم تحضر النجدة على الرغم من صراخ علي وبكائه ، وقد أيقن أنه هالك لا محالة ، إذا لم يخفَّ إلى إنقاذه أحد ، وبينما كان في تلك الحالة من الحزن الشديد ، إذا بصوت فيل قادم نحوه يكاد يمزق طبلة أذنه ، فازداد خوفه ، واشتد رعبه ، وهو يتصور كيف سيموت تحت أقدام هذا الفيل .
وصل الفيل إلى المكان الذي كان فيه علي يصرخ ويبكي وتأمل منظره لحظات ، تذكر فيها كيف أنه كان في السيرك يرفع الأطفال الذين كانوا بعمر علي ، ويضعهم على ظهره ويلاعبهم ، ويدخل السعادة إلى قلوبهم .
وفي الوقت الذي ظن فيه علي أن الفيل سوف يسحقه بقدميه الثقيلتين ، حدث العكس تماماً . فقد رفع الفيل بخرطومه القوي جذع الشجرة ، وحرر بذلك ساقي علي . ثم أسرع في رفعه بخرطومه من الأرض ، ووضعه على ظهره ، ثم قاده إلى قريته الصغيرة .
طبطب علي على ظهر الفيل اللطيف قائلاً :
إنك طيب جداً أيها الفيل اللطيف ولن أنسى جميلك هذا أبداً .
عاد علي أخيراً إلى قريته ، وهو سعيد ليس لأنه اصطاد أكبر فيل في الغابة بل لأنه كسب صديقاً عزيزاً اسمه الفيل الكبير . ][][§¤°^°¤§][][