ألمح سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ إلى الدور المهم والحيوي الذي تضطلع به الجامعات والمدارس والمعاهد العلمية في مواجهة ظاهرة ابتزاز الفتيات بحكم كونها تحتضن آلاف الطلاب والطالبات الذين يقضون ساعات طويلة في رحابها , مؤكداً سماحته أنه إذا ما صلحت تلك المؤسسات التعليمية فان في ذلك الخير الكثير لمجتمعنا, فيما قال فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله الشثري مدير عام فرع الهيئة بالرياض لـ"سبق" إن قضايا الابتزاز موجودة وأصبحت مقلقة ومزعجة ومحرجة لكافة الأطراف".
واستعرض آل الشيخ خلال ندوة أقيمت أمس نظمها نادي القانون بكلية الأنظمة والعلوم السياسية بجامعة الملك سعود حول " ابتزاز الفتيات " وشهدها عدد كبير من الأساتذة والطلاب ونقلها لأكثر من 1500 أكاديمية وطالبة بعليشة عن طريق الدائرة التليفزيونية, استعرض الآيات والأحاديث الواردة في تكريم الإسلام للمرأة وصيانة كرامتها ومن ذلك منعها من السفر بدون محرم ومنع الخلوة غير الشرعية وغض البصر ومنعها من الخضوع بالقول والنهي عن التبرج وارتداء الحجاب .
ووجه سماحته نصيحته للفتيات اللائي يتعرضن لهذا النوع من الابتزاز بضرورة مقاومة هؤلاء المفسدين وإبلاغ الجهات المعنية , فيما حذرهن من الاتصالات الهاتفية المشبوهة وعدم الاستجابة لها , معتبرا أن الابتزاز ظاهرة عابرة بإذن الله إذا تضافرت الجهود وصدقت النيات وقويت العزائم. وجه سماحته نصيحته للمبتزين بضرورة الالتزام بتقوى الله وعدم الانسياق وراء شهواتهم ورغباتهم فإنه كما تدين تدان . ودعا إلى اخذ الحذر من ما يدبره أعداء الاستلام من مكائد للمرأة العفيفة والمسلمة.
وكان معالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان قال في كلمة افتتاحية إن الندوة تأتي بهدف مناقشة ظاهرة مقلقة للمجتمع مؤكداً أن هدف جامعة الملك سعود من عقدها يتخطي الدور العلمي والأكاديمي إلى دور أرحب تلامس فيه الجامعة نسيج المجتمع وتتلمس قضاياه إعمالاً لواجبها تجاه المجتمع و البحث عن حل ناجع لمشكلاته.
وأكد العثمان أن مؤسسات التعليم يجب أن تتفاعل مع محيطها وألا تبقى محصورة وانعزالية داخل أسوارها بل يجب أن يتجاور دورها الأكاديمي مع دورها المجتمعي .
وأضاف: إن مناقشة هذه القضية يعد شكلاً من أشكال الشجاعة الثقافية في التصدي للظواهر المجتمعية إذ أن إدعاء المثالية دون مبرر يعد تكريساً للمساوئ المسكوت عنها والتي يجب التصدي لها حتى لا تنمو وتترعرع تعلقاً بمثالية متوهمة .
ووصف العثمان ظاهرة ابتزاز الفتيات بالمقيتة التي لا تنسجم مع الطابع العام للمجتمع السعودي ولذلك ستظل في نطاق ضيق و قال : نأمل أن يتوصل المشاركون بالندوة إلى توصيات وحلول عملية تسهم في تطهير مجتمعنا من هذا الداء ليصبح صفحة من الماضي ."