العالم الأول في رابغ

أكد أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أن خادم الحرمين الشريفين يسعى جاهدا لتصل هذه البلاد وإنسانها إلى مستوى العالمية. وقال في تصريح صحافي عقب افتتاح اجتماعات مجلس التفاهم العالمي إن المملكة من الدول التي ينظر جميع العالم إليها باهتمام بالغ ولم تعد الدولة التي تتأثر فقط بالأحداث العالمية ولا حتى بالأفكار العالمية، بل أصبحت كذلك تؤثر في الأحداث وفي الأفكار العالمية.
وأضاف أن وجود مثل هذا المؤتمر على هذه الأرض المباركة وعلى أرض هذا المشروع العظيم الجديد والحديث يعطي صورة مشرقة لمستقبل المملكة ولسلامة المنهج التي تسير عليه في التطوير وفي الإصلاح وفي النقلة الحضارية التي تشهدها المملكة.
وقال: في هذا اليوم ومن مدينة الملك عبدالله الاقتصادية التي تعد من النوافذ التي نريد العالم ان يطيل علينا من خلالها ووجود مثل هذه النخبة العالمية السياسية والاقتصادية التي لها آراء وخبرات، ولها مكانة في العالم على هذه الأرض في هذا المكان يعطي دلالة لما وصلت إليه المملكة من مكانة عالمية.
وتوقع الأمير خالد الفيصل لمثل هذه المؤتمرات أن تضيف إلى الفكر السعودي وإلى المشاركة السعودية في الحقل العالمي السياسي والاقتصادي والاجتماعى والثقافي كذلك، وأشار سموه إلى أنها فكرة رائعة وفكرة مباركة وأرجو أن تتكرر مثل هذه المؤتمرات بمثل هذه الشخصيات أو بمثل هذه العقول العالمية التي تثري الإنسانية بأفكارها وبآرائها.
وعن انعكاس مثل هذا التجمع على الخطط الطموحة التي ينفذها سموه في منطقة مكة المكرمة وخاصة الاستراتيجية التنموية التي أعلنها قال الأمير: أنتم تعلمون أنني أدعو دائما إلى المضي نحو العالم الأول، وقد تحدثت قبل فترة قصيرة أننا كنا ننتظر أن نتقدم إلى العالم الأول، والآن العالم سبقنا العالم الأول في الحضور إلينا الآن، وهو على أرضنا في مكاننا فماذا سنفعل به وكيف سوف نتعامل معه هذا هو السؤال.
ونيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أعلن عن افتتاح الدورة السابعة والعشرين لمجلس التفاهم العالمي. وقال: إنني في هذه المناسبة أرحب بضيوفنا الكرام الذين توافدوا من كل حدب وصوب في هذا العالم للاجتماع في هذه البقعة المباركة بقصد شريف ولتحقيق أمان إنسانية تتركز على ما ينبثق من عقولهم من أفكار تخدم البشرية وتسعد الانسان على هذه الأرض.
وأضاف خالد الفيصل موجها حديثه إلى أعضاء مجلس التفاهم العالمي: كما تعلمون، إنكم تجتمعون اليوم على أرض مشروع من مبادرات خادم الحرمين الشريفين التي دأب عى إطلاقها بين الفينة والأخرى خدمة لإنسان هذه البلاد وللإنسانية جمعاء. وليس أدل على ذلك من مدينة الملك عبدالله الاقتصادية وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية.
وقال إن خادم الحرمين الشريفين يسعى جاهدا لتصل هذه البلاد وإنسانها إلى مستوى العالمية والبدء دائما يكون بالانطلاقة المحلية. فقد فعل ذلك حين أسس انطلاقة كبيرة تنقل الإنسان من المحلية إلى العالمية إيمانا من هذه البلاد وإنسانها لأن الحضارة إنما هي حضارة إنسانية وليست شرقية أو غربية، وإنما هي حضارة واحدة تنتقل من أمة إلى أمة ومن أرض إلى أرض ويتحمل الإنسان مسؤولية القيام بها على مسارها التاريخي على هذه الأرض وعلى هذه الحياة. مرحبا بكم مشاركين في خدمة الإنسان أينما كان ومرحبا بكم على أرض المملكة وإعطائها هذه الفرصة لتكون حكومة وشعبا مشاركة في التأثير على مسار الحضارة الإنسانية في هذا العصر المتقدم.
بدء الاجتماعات
وبدأت اجتماعات مجلس التفاهم العالمي التي أدارها الرئيس المنظم عضو المجلس عبدالعزيز القريشي المحافظ السابق لمؤسسة النقد العربي السعودي.
ثم ألقى انجفار كارلسون، رئيس وزراء السويد السابق، الرئيس المشارك لمجلس التفاهم العالمي كلمة أعلن فيها بدء أعمال الدورة السابعة والعشرين للمجلس وأعرب عن شكر المجلس لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لموافقته حفظه الله على استضافة هذه الاجتماعات.
وقدم كارلسون نبذة عن مجلس التفاهم العالمي، ثم قدم أعضاء المجلس للحضور.
المملكة دولة معتدلة
وألقى هيلموت شميت المستشار السابق لجمهورية ألمانيا الاتحادية الرئيس الفخري لمجلس التفاهم العالمي كلمة وصف فيها المملكة بأنها دولة مهمة وأنها من أهم الدول الإسلامية، ومن الدول القليلة المعتدلة في منطقة تتزايد فيها النزاعات.
في كلمة مماثلة أعرب رئيس وزراء كندا السابق الرئيس المشارك لمجلس التفاهم العالمي جان كريتيان عن شكر المجلس للمملكة وقادتها لاستضافة هذا الاجتماعات، وتمنى أن تساهم توصيات الدورة الـ27 للمجلس في المساهمة في تحقيق السلام والاستقرار في العالم.
ومن جانبه رحب محافظ الهيئة العامة للاستثمار عمرو الدباغ في كلمته بأعضاء مجلس التفاهم العالمي في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية.. مشيرا إلى أن المجلس قدم للعالم عبر تاريخه العديد من التوصيات والرؤى الهادفة إلى تحقيق الاستقرار والسلام والنمو الاقتصادي لجميع دول العالم.
وقال إن المنطقة التي نتواجد فيها الآن، هي رقعة صغيرة من المملكة المترامية الأطراف، لكنها تمثل نموذجا حيا لرؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز المستقبلية نحو تنمية الإنسان السعودي والاقتصاد السعودي ونقل المملكة إلى مصاف الدول المتقدمة.
وأوضح أن هذه المنطقة كانت قبل ثلاث سنوات فقط عبارة عن كثبان رملية لا حياة فيها، ولكنها أصبحت تضم ثلاثة من أهم المشاريع التنموية في العالم، وهي جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي صممت لتصبح من أكبر المراكز العالمية في مجال البحوث العلمية والابتكار والإبداع، ومجمع بترورابغ أكبر مشاريع التكرير والمواد البتروكيماوية المتكاملة التي تنشأ في وقت واحد في العالم وهو مشروع مشترك بين أرامكو السعودية وسوميتومو اليابانية.
أما المشروع الثالث فهو مدينة الملك عبدالله الاقتصادية أول مدينة اقتصادية متكاملة في العالم يقوم القطاع الخاص المحلي والأجنبي بإنشائها، وتضم منظومة متكاملة من المشاريع والخدمات ومنشآت البنية التحتية الذكية ذات التنافسية العالمية.
وأكد أن المدن الاقتصادية في المملكة تمثل إحدى الآليات الرئيسية التي تستخدمها الهيئة العامة للاستثمار للوصول ببيئة الاستثمار في المملكة إلى مصاف أفضل دول في العالم من حيث تنافسية بيئة الاستثمار.
وشدد على أن المملكة ملتزمة برفع تنافسيتها على المستوى العالمي والتحسين التدريجي والمستمر لبيئة الاستثمار المحلي والأجنبي.
وأكد معالي محافظ الهيئة العامة للاستثمار أن الاقتصاد السعودي هو أحد أهم الاقتصادات الواعدة بما ينطوي عليه من مقومات ومزايا نسبية لا تتوفر لدى العديد من الدول، وبنية الاقتصاد الكلي في المملكة وفقا لعدة تقارير دولية محايدة تأتي دوما في المراكز الأولى على مستوى العالم.
وأشار إلى أن الأزمة المالية العالمية أثبتت قوة الاقتصاد السعودي وتأثره المحدود من هذه الأزمة وأحد مؤشرات ذلك أن جميع المصارف السعودية استمرت في تحقيق أرباح مرتفعة خلال الربع الأول من هذا العام والربع الرابع العام الماضي.
وأكد على أن المملكة العربية السعودية حريصة دوما على تعزيز الأمن والسلام والاستقرار في العالم، ولعل أحد أبرز الأمثلة على ذلك هو سياسات المملكة النفطية طوال عقود، والتي اتسمت بالحرص المستمر والموقف المبدئي الثابت نحو الموازنة ما بين مصالح المستهلكين والمنتجين بما يضمن نمو الاقتصاد العالمي بما يخدم الإنسانية جمعاء.
وفي ختام الجلسة الصباحية تحدث الدكتور عبدالرحمن السعيد المستشار في الديوان الملكي، وممثل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في اجتماعات المجلس مرحبا بالضيوف، ومتمنيا لهم طيب الإقامة في المملكة خلال فترة الاجتماعات والتي تستمر حتى يوم الأربعاء المقبل.