يتنقلون بوثائق مختومة من شيوخ القبائل وأبنائهم لايحصلون على الشهادات !

قام فريق من جمعية حقوق الإنسان بمنطقة مكة المكرمة برئاسة الدكتور حسين الشريف رئيس الجمعية وعضوية كل من منصور أبو رياش والعقيد متقاعد مفيد جواهرجي بزيارة لقرية الجويني (150 كم جنوب محافظة الليث) , حيث التقوا بأبناء القبيلتين بأحد الجوامع. ومثل قبيلة العدوان المواطن معدي بن محمد العدواني وقبيلة الحسانية رجل مسن واللذان شرحا مشكلة قبيلتيهما قائلين إن أعدادهما تجاوز الـ 900 شخص مع عائلاتهم وتم تسجيل 93 فرداً بمديرية الأحوال المدنية بالليث حيث أعطوا استمارات لتعبئتها وتوقيعها من شاهدين وشيخ القبيلة .
وأضافا :" مضى على ذلك ثلاث سنوات ونحن في مراجعات شبه يومية، بعدها تم تحويلهم لمستشفى الليث العام لتحديد السن ومازلنا ننتظر؟
وتابعا : نحن الآن بلا هويات وطنية ولا نملك سوى وثائق مختومة من شيوخ القبيلة لا نستطيع التنقل بها خارج القرية سوى الذهاب للمستشفى فقط أما لو ذهبنا لمكة المكرمة لأداء العمرة مثلاً فلن نعود بل سيتم إلقاء القبض علينا باعتبارنا مجهولين، كما أن الوثائق المؤقتة لا تشمل أفراد العائلة بل رب الأسرة فقط وهذا يعنى أن أبناءنا مجهولين خصوصاً وأن لدينا أبناء وبنات تجاوز سنهم العشرين عاماً".
وأردفا: نحن نعاني من الفقر الشديد حيث أن أفراد القبيلة الموجودين هنا هم تحت خط الفقر كما أننا بحاجة ماسة إلى العلاج وإلى بناء وحدات سكنية بدلاً من العشش التي نسكنها وأن نتمتع بالحرية في التنقل في أرجاء الوطن كبقية إخواننا المواطنين ولكن الأهم هو إنهاء إجراءاتنا بالأحوال المدنية بالليث وإعطاءنا هويات وطنية لأننا سعوديون أباً عن جد وشيوخ قبائلنا يعترفون بذلك".
وحول مصدر رزقهم والتعليم قالا :" المصدر الوحيد هو من الاحتطاب حيث نقوم بجمع الحطب وبيعه وقد تم منع ذلك بقرار من وزارة الداخلية فأصبحنا لا نملك دخلاً مادياً إطلاقاً.. أبناؤنا يتعلمون لكنهم لا يحصلون على شهادات كما أنهم لا يحصلون على مكافآت مالية كبقية زملائهم.
"سبق" التقت مشرف تعليم الكبار في مكتب التربية والتعليم بمركز أظم محمد ختيم المالكي وسألته عن حق أبناء تلك القبيلتين في التعليم فأجاب : أفراد القبيلتين الذين لا يحملون بطاقات سعودية لهم كامل الحق في إكمال دراستهم حتى المرحلة الثانوية، إلا أنهم لا يحصلون على شهاداتهم التعليمية حتى اكتمال أوراقهم الثبوتية .
وأكد مصدر بجمعية البر بمركز الجائزة لـ "سبق" أن عدد المسجلين بالجمعية 35 حالة فقط وهم من قبيلة العدوان بأمر من وزارة الداخلية وذلك لحملهم إشعارات تجول صادرة من الأحوال المدنية بالليث, أما قبيلة الحسانية فلا يوجد أحد منهم مسجل بكشوفات الجمعية.
ويقول الدكتور حسن الشريف رئيس جمعية حقوق الإنسان بمنطقة مكة المكرمة لـ"سبق" إن مطالبهم تنحصر في عدم إكمال أوراقهم الثبوتية من الأحوال المدنية في محافظة الليث وحسب دعواهم فأنهم أنهوا جميع الإجراءات ويعانون من عدم تمتعهم بالأوراق الثبوتية سواء في الاستفادة من العمل أو الخدمات الأخرى .
وأضاف :"في نفس الوقت ثبت لدينا استفادتهم من الخدمات الصحية والتعليمية إلا أن أبناءهم لا يحصلون على الشهادات إلا بعد حصولهم على الأوراق الثبوتية وقد وجد لدى الشخص الواحد تصريح تجول لرب الأسرة فقط دون بقية أفراد الأسرة ". وتابع : ستنحصر التوصيات في التواصل مع وكالة الوزارة للأحوال المنية حول إيصال صوتهم من أجل النظر في شكواهم من حيث سرعة البت في أوراقهم الثبوتية.
وبين الشريف أن الجمعية ستتواصل مع الشؤون الاجتماعية من أجل مساعدتهم كونهم يعشون في ظروف صعبة للغاية , مؤكداً أنه تم رصد حالة تحتاج إلى تدخل طبي عاجل وسترفع إلى الشؤون الصحية بشكل عاجل من أجل تمكينها من العلاج, مضيفاً أن هذه الأسر تحتاج إلى حل سريع وعاجل.وبين الشريف أن الأماكن التي يعيشون بها غير مناسبة وهي لا تكفي للحد الأدنى من المعيشة . واختتم تصريحه بأمله بإنهاء معاناة هذه الأسر بأسرع وقت ممكن.


مشاهدات من الزيارة :
ـ محمد حسن العدوان يحمل أوراق ثبوتية يدعي من خلالها أن والده كان يحمل بطاقة سعودية وكان شيخاً لقبيلة العدوان وتم سجنه في قضية رشوة قبل حرب الخليج الأولى وتوفي بعدها وعمره 14 عاماً وبقي يعول 3 إخوة و4 بنات وقد رفضوا إعطاءه الهوية الوطنية إلا بخطاب من وزارة الداخلية وقد وعده رئيس جمعية حقوق الإنسان بالنظر في موضوعه بحكم أنها حالة خاصة.
ـ فاعل خير أطلق على اسمه أبو بسام طالب بافتتاح جمعية خيرية لمساعدة فقراء قرية الجويني والقرى التابعة لها تحت مظلة رسمية حيث إنه يوجد متبرعين على استعداد تام بتوفير ما يحتاجه هؤلاء الفقراء من مأكل ومشرب وملبس على أن يكون مقرها قرية آل السني نظراً لقربها منهم من حيث المسافة.