لاشك أن هذا الزحف يعطي لكل من تسول له نفسه بأن يضر من قريب أو من بعيد الحسين أو شيعته فيما يتعلق بالزيارة، تصوراً واضحاً عما ستكون عليه النتائج، فمن الطبيعي أنهم سيزحفون للضريح لو اضطروا، لأنهم الآن من دون وجود ما يجبرهم هم يزحفون فعلاً.
هذا المبدأ هو نفس مبدأ التطبير، وقد أثبتت صحته حوادث المواجهات بين المتظاهرين و قوات إثارة الشغب في البحرين، إذ كانوا يتراجعون يروا تقدم المتظاهرين محفوفاً بصراخ يدوي باسم حيدر، و هذه الرهبة من الاسم لم تكن لو لم يملك هؤلاء صور – ذهنية على الأقل – عما يفعله الشيعة في مواكب التطبير، التي تعطي بالنتيجة انطباعاً عن أن الشيعة مستعدين لتقديم الأرواح لمن يوالونه، و في المقابل يبذلون الأرواح أيضاً على من يعادونه.
هذه الشعائر دون شك هي من شعائر الله، و تعظيمها من تقوى القلوب، و كما أنها تحيي شعائر الله، و تخلد ذكر الحسين الذي وعد الرسول به ابنته الزهراء – كما في مرويات الشيعة – هي أيضاً معلماً واضح لطبيعة الشيعة – من حيث المبدأ – الثورية من جهة و الولائية لما هو مقدس من جهة أخرى، و المقدس عندهم هو كل ما يتعلق بالحرية لأن الحرية ارتبطت بالحسين (أبو الأحرار) و الدين، فهم يرفضون أن يكونون تابعين لشيء سوى الدين و بالتالي هم يثورون بقوة على يفرض عليهم التبعية لشيء غير الدين، وخير مثال هو المسيرة الحاشدة التي حشدت ضد قانون الأحوال الشخصية و المسيرة الحاشدة التي استنكرت هدم ضريح العسكريين – و التي شاركت فيها فعاليات سنية بالمناسبة – ، و نرى على للتقريب لا للتخريب أن هاذين الموضوعين لا يقلون من حيث الأهمية على ملف البندر التي يتعلق بمصيره مصير وجود الشيعة في البحرين، لكن حيث أنه لا يتعلق بالتبعية ولا يتعلق بالدين كما في الحالتين السابقتين فإن هذا الملف يمكن أن ينتظر ولو كانت النتيجة إبادة الشيعة في البحرين، و هذه هي الطبيعة العقائدية للشيعة سليمة كانت أم خاطئة، و للأمانة التطبير حرام عند مقلدي و أنا مقتنع بحرمته ولكن يبقى ما ذكرته عنه واقع معاش.
نعود لسامراء التي أججت أحداثها العنف الطائفي، و التي تثبت أن الحاقدين على الحسين و أولاد الحسين موجودين إلى الآن ومنهم من يسمون أنفسهم مشايخ بلاد الحرمين و يطالبون بهدم العتبات المقدسة، و من غير البعيد أن يكون هدم مرقد علي الهادي و الحسن العسكري استجابة لهذه المطالب. الجدير بالذكر أن شركة تركية تبدأ في هذا الأسبوع المسمى بأسبوع العسكريين الذي يبدو سيطوف علينا مرور الكرام كما طاف العام الماضي، بإعادة أعمار الضريح، نسأل الله أن يحفظ مشاهدنا و علمائنا و يمكننا من زيارة أرض الرافدين، لأن أنا الصراحة أمبا أعرف لاوي من تشوف أمي مراقد امددة تقول يووووو طالعو جنا في سامراء
تحيات شـقندحية.