بدايةً، أًُقدم اعتذاراً كبيراً للمشقشقين زوار القصر المدوناتية الكرام على عدم رغبتي في التعقيب على ردودهم في التدوينة السابقة، كما أعتذر للمزاجية، على عدم إيفائي بالوعد و تأجيلي مرة أخرى للتعقيب على الصور التي أرسلتها، وكونها مزاجية فهي بلا شك تعلم ماذا يعني المزاج وماذا يعني إذا كان الفرد لا يطيق أن يرى نفسه في المرآة فضلاً عن " التبهبل" على هذا و ذاك.
و لأننا كفرعون، في الرخاء " أنا ربكم الأعلى " و في الشدة " فإني من المسلمين " ستكون محاور تدوينتي هذه قريبة من الروحانية عل السكينة تهبط بفضائلها علي.
لاحظت، و أنا أبحث عن صور إحياء مراسم العزاء في كربلاء قبيل إعدادي هذه التدوينة أنه مضى علي أكثر من خمس سنين تقريباً منذ آخر مرة زرت فيها ضريحاً لآل البيت، مع استثنائي لضريح الرسول الأكرم، و ضريح الإمام الرضا، لسبب خاص أجد فيه أن زيارة آل البيت دون التبرك بملامسة شباكهم و الدعاء أمامه لا يعني أننا زرناهم حقيقة ولو كنا على بعد أمتار منه. و على هذا قيسوا زيارة الرسول الأكرم و الشمور واقفين كُل واحد فيهم أنجس من رفيقه، من أين تأتي الروحانية بالله عليكم؟ و قيسوا زيارة الرضا الذي يزوره المستضعفين وقت انشغال الناس جميعاً بالصلاة ومع ذلك يتلقون المقسوم من رافسٍ و دافعٍِ يتقاتلون بسخف عليه و كأنما أنه سيرتفع إلى السماء بعد حين.
على النقيض وجدت زيارة السيدة زينب التي كانت عادة سنوية للبحارنة يقضونها في كل صيف، و من ضمنهم جدتي ولكن – الكبر شين نفل ما يقولون – فعلى الرغم من أن المكان هو الأسوئ من بين البقية، و أنك هناك على موعد مع الإسهال في أبسط الأحوال و التسمم في أشنعه، إلا أني – شخصياً – أشعر بالرضى عن زيارتي لأني تمكنت من فعل كل شيء بهدوء و تأني دون مشاغبة بدأً من إستإذان الدخول وصولاً للخروج من الباب ماشياً للخلف و أنا مقابل للضريح.
وبين كُل ذلك، و كثير من الناس يستعدون لشد الرحال نحو العتبات المقدسة في كربلاء لزيارة الحسين في الأربعين، يتحسر الكثير من الناس على أن فرصة ذهبية كهذه لم تكن متاحة لهم في السابق و الآن زاد الوضع سوءاً عما كان عليه.
في البحرين الكثير من الناس خصوصاً الكبار من السن أو ممن هم على مقدرة السفر دون تحمل مسؤولية الأطفال يخاطر بزيارة كربلاء في مثل هذا الوقت، رغم التكلفة المادية الصعبة التي يذهب الكثير منها على تأمين فرق الحماية على الأراضي العراقية، و رغم المشاكل الأمنية وقد شهدت مواكب الزيارة فعلاً عدداً من منها، و تعقيدات الوصول التي فرضتها الحكومات منذ القدم حين فرضت قطع اليد اليمين لكل زائر للحسين و إلى الآن حيث نسمع كل يوم خبر عن إلغاء رحلة عبارة ما أو غلق معبر حدودي ما يخدم زوار الحسين للوصول إلى كربلاء، من هذا المنطلق يردد شيعة اليوم عبارة يعلنون فيها أنه لو قطعت أياديهم كما هو حاصل قديماً فهم و دون مبالاة سيأتون زحفاً لزيارة الحسين، و هذا ما يعلنه الكثير من الزوار بصورة أخرى هي بالزحف الفعلي نحو الضريح.